تعرّف على تاريخ الأختام

مقدمة

ما زال البعض يهوى تبادل المراسلات المكتوبة بخط اليد ويختِمها بالشمع سعياً منهم لوضع لمسة نهائية مميزة الى المغلّف.

يعود تاريخ الأختام إلى أقدم الحضارات المعروفة، فقد تم العثور على نماذج منها من حضارات وادي السند 3300 ق.م وبلاد ما بين النهرين 150 ق.م.

صُنعت الأختام الأولى من الطين، وطٌبِعت باستخدام الخواتم أو الإسطوانات.

كان استخدامها  في بادئ الأمر حكراً على الشخصيات البارزة فقط، كالأساقفة والملوك والمتحدِّثين باسمهم بقصد مَهر الوثائق وتصديقها. انتشرت في بداية القرن الثالث عشر بشكل أكبر وتم استخدامها من قبل الأديرة والنقابات والأرستقراطيين، بعد ذلك، تداولها عامة الناس وشاعَ استخدامها على نطاقٍ أوسع. من المرجّح أيضاً أنها كانت تستخدم بدلاً من التوقيع بسبب انتشار الأمية على مستويات كبيرة في القرن الثالث عشر، وكان كل ختم يتمايز عن غيره برسمٍ يخصّ صاحبه.

كان شمع الأختام خلال تلك الفترة يصنع باستخدام 1/3 من مادة الريزين و2/3 من شمع العسل، لاحقاً ومع مرور السنوات تم الاستغناء عن وضع شمع العسل واستبدل بمركّبات صناعية مُشابهة.

الأختام ودلالاتها

غالباً ما كانت الشخصيات البارزة تستخدم مواداً ذات تكلفة أكبر لختم المستندات؛ فعلى سبيل المثال، يستخدم بابا الفاتيكان نوعاً من الأختام يسمى بولا (استخدمت في العصور الوسطى لترمز إلى الختم الدائري، وتعني الفقاعة في اللاتينية الكلاسيكية)

والذي اشتق منه مصطلح المراسيم البابوية.

Papal Seal

في مصر القديمة كانت الأختام الشمعية تستخدم كرمز للمكانة والقوة. وعلى مر التاريخ، غالباً ما يطلب كبار أعضاء الكنيسة والأرستقراطيين من الزائرين أو الدبلوماسيين تقبيل خواتمهم المخصصة لعملية الخَتم كدليلٍ على الخضوع والولاء ولتقديم فروض الطاعة. وعندما يموت صاحب الختم ذو الشأن، يتم التخلص من ختمه لمنع التزوير.

ما الذي يجعل الختم الشمعي شائعاً حتى اليوم؟

نحن جميعاً ندرك أنها طريقة قديمة جداً لإغلاق الرسائل، لكنّها تضفي طابعاً مميزاً يذكرنا بعصورٍ مضت وهذا ما يجعلها جذابة للغاية بالنسبة لنا. فأي شخص تلقى مراسلات مختومة بالشمع سيحظى بتجربة أكثر تميّزاً وخلوداً وسيشعر بحماسٍ إضافي أثناء فتحها.

إلى هنا نكون قد قدمنا مقال موجز عن تاريخ الأختام.

بواسطة
Photo by Diana Light: صورة المقال
Exit mobile version