تاريخ

العصفورية، من أين أتت التسمية؟ وماذا حل بها؟

أسس المُبشّر السويسري الدكتور ثيوفليوس والدمير، مستشفى لبنان للجنون على تلة خضراء تغطيها أشجار الصنوبر في منطقة عصفورية المجاورة لمنطقة الحازمية في بيروت بهدف تقديم الخدمات الصحية للمرضى في لبنان وسوريا وسائر الشرق الأوسط.

وكانت العصفورية تعتبر أكبر مستشفى للأمراض العقلية والنفسية على امتداد الشرق الأوسط، وشاع شعبياً أن الاسم أتى تيمناً بالأعداد الكبيرة من العصافير التي كانت تبيت في غابة الصنوبر المحيطة بالمستشفى، بيد أن الملاحظة تقودنا لحقيقة أن الاسم أتى من المنطقة الي بُني عليها المستشفى.

 الواجهة الرئيسية للعصفورية

رسخَت الكلمة في الذاكرة الجمعية لأهالي بلاد الشام وبعض الدول العربية الأخرى وتناقلتها الألسن إلى أن أصبحت تستخدم كدلالة رمزية على أي مصح أو مكان يستقبل حالات مشابهة، وتداولها السكان فيما بينهم للتقريع حيناً وللمزاح والتّندر أحياناً أُخرى.

وأدخل شيخ الملحنين الراحل “فيلمون وهبة” الكلمة إلى القاموس الغنائي العربي حين كتب ولحّن أغنية ع العصفورية وصَّلني بإيدو وما طل عليي، التي غنّتها المطربة اللبنانية الراحلة صباح.

بعد أخذها الأذن من السلطنة العثمانية قامت إحدى الارساليات الأميركية في نهاية العام 1890 بتشييد المزيد من المباني حتى وصل العدد إلى 46 مبنى، تتشابه بهندستها المعمارية مع مباني الجامعة الأميركية في بيروت. للأسف لم يبق سوى ثلاثة مبانٍ صامدة (مبنى الجهاز الإداري ومبنيين آخرين للمرضى)، أدرجتها المديرية العامة اللبنانية للآثار على لائحة الجرد العام للأبنية الأثرية لعام 2008.

ماذا حل بدار المجانين، العصفورية؟

توقف العمل رسمياً في المصح في العاشر من نيسان عام 1882 بعد عملية تفكيك متسلسل بدأت مع الحرب الأهلية حينها تم نقل النزلاء الى مصحات أخرى منها مستشفى دير الصليب للأمراض العقلية. لاحقاً، اشترى الكثير من اللبنانيين حجارة المصح الصفراء لترميم بيوتهم أو لبناء منازل جديدة.

كما أنّ الرهبانية اللبنانية المارونية اشترت معظم هذه الحجارة لاستعمالها في بناء الدير الذي اتخذته مقراً عاماً لها في خشباو التابعة لمنطقة غزير وذلك لتناسق حجارة العصفورية مع حجارة المبنى الرئيسي للدير.

يُذكر أن شركة سوليدير تخطط أن تبني قرية بيروت فوق أنقاض العصفورية، وهي عبارة عن مجمع سكني ضخم يضم ناطحات سحاب.

UFEED

منصّة عربية تقدم كل ما يفيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

مرحبًا بكم في UFEED! نحن نقدر دعمكم ووقتكم الثمين الذي تقضونه في زيارة موقعنا. نود أن نشكركم على الثقة التي تمنحونها لنا من خلال استخدامكم لموقع UFEED للاطلاع على المحتوى الفريد الذي نقدمه. تعتمد UFEED على الإعلانات كمصدر للدخل لتمكيننا من الاستمرار في تقديم المحتوى عالي الجودة والمميز بشكل مجاني للجميع. ومن أجل ضمان استمرار تقديم هذا المحتوى بشكل مستدام، نعتمد بشدة على دعم مستخدمينا الكرام بتعطيل مانع الإعلانات أثناء زيارتهم لموقعنا. من فضلكم، قوموا بتعطيل مانع الإعلانات لديكم خلال زيارتكم لموقع UFEED. هذا الإجراء سيساعدنا بشكل كبير في الاستمرار في تقديم المحتوى الذي تستمتعون به وتستفيدون منه. إذا كنتم تقدّرُون محتوانا وترغبون في دعمنا، فإن تعطيل مانع الإعلانات هو أحد الطرق الرئيسية للقيام بذلك. نعدكم أننا سنواصل بذل قصارى جهدنا لتقديم محتوى مميز ومفيد بشكل مستمر. شكراً لكم على تفهمكم ودعمكم المستمر. بأمانة، فريق UFEED